افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر اإلفريقي للمؤسسات الناشئة
خطاب السيد ياسين وليد، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة
السيدات والسادة، الضيوف الكرام ورجال األعمال والمبتكرين من جميع أنحاء القارةاألفريقية،
أقف أمامكم اليوم بحماس كبير وفخر ونحن نجتمع في الطبعة الثانية من المؤتمر اإلفريقي
للمؤسسات الناشئة، هنا في مدينة الجزائرالنابضة بالحياة. إن أفريقيا، قارةالتطلعات، تشهد نموا
اقتصاديا ملحوظا، وتحتضن االبتكار التكنولوجي، وتتغلب على التحديات والفرص التي تفرض
نفسها مع تركيبة بشرية ديناميكية وشابة.
وبينما تستذكر التقدم الذي تم إحرازه منذ مؤتمرنا األول سنة ،2222 فمن الواضح أن مؤتمر
الشركات الناشئة األفريقية أصبح منارة للتعاون واالبتكار والنمو .نحن هنا ليس فقط كشهود، بل
كمشاركين نشطين في تشكيل مستقبل الشركات الناشئة في قارتنا.
إن التحول الديموغرافيالذينشهده، والذييتسم بسكانشبابوديناميكيين، هو أعظمثروة وأهم
تحدي يواجهنا، إذ تعترف حكوماتنا بأهمية رعاية هذه المواهب الشابة من خالل التكنولوجيا
واالبتكار كما نسعى جاهدين لتحقيق رؤية أفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية، على النحو الذي
سطرهاالتحاد األفريقي.
ومع ذلك، ال يمكننا أن نتجاهل التحديات التي تواجهها البلدان األفريقية في تعزيز االحتفاظ
بالمواهب وعكس اتجاه هجرةاألدمغة .إن هجرة األفراد النوابغ من القارة يشكل تهديدا لتطلعاتنا .
ومن الضروري أن نعالج العوامل التي تجبر أذكى عقولنا على البحث عن فرص في أماكن أخرى .
يعد هذا المؤتمر بمثابة منصة لمناقشة وتنفيذ االستراتيجيات لخلق بيئة ال تجتذب أفضل المواهب
ًض لدينا فحسب، بل تحافظ عليها ا
أي
إن نجاح المؤتمراألول، الذي عقد هنا في الجزائرالعاصمة، مهد الطريق لرحلة انتقالية. لقد حققنا
إنجازات تؤكد التزامنا بتطوير الشركات الناشئة، بما في ذلك اعتماد إعالن الجزائر الوزاري وإقراره
ا
الحق من قبل االتحاد األفريقي .تعكس هذه اإلجراءات تفانينا الجماعي في خلق بيئة مواتية ً
للمواهب الناشئة والتقدم التكنولوجي.
وإذ نشير إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الشركات الناشئة في تحقيق أهداف أجندة االتحاد
األفريقي 2063 ، وأجندة األمم المتحدة 2030 بشأن أهداف التنمية المستدامة، واستراتيجية
التحول الرقمي ألفريقيا 2020-2030 ، وال سيما االتحاد األفريقي في مجاالت العلوم والتكنولوجيا
واالبتكار .استراتيجية أفريقيا2024 ، يجب أن نؤكد على الدور الحاسم الذي تلعبه الشركات الناشئة
في دفع هذه األجندات إلى األمام .الشركات الناشئة ليست مجرد كيانات تسعى إلى الربح؛ فهي
جزء ال يتجزأ من التنمية المستدامة لقارتنا
واآلن، ونحن نشرع في النسخة الثانية من مؤتمر الشركات الناشئة األفريقية، فإننا نهدف إلى البناء
على خريطة الطريق الطموحة هذه .ينصب تركيزنا على معالجة التحديات الحاسمة التي تواجهها
الشركات الناشئة، مثل الوصول إلى التمويل واألطر التنظيمية وهياكل الدعم المخصصة .نحن
ندرك الحاجة الملحة إلى تعزيز بيئة تسمح للشركات الناشئة باالزدهار، والمساهمة في النمو
االقتصادي، وخلق فرص العمل في جميع أنحاء القارة.
إن الحاجة إلى خلق المزيد من الفرص للمواهب األفريقية وتحسين النظام البيئي للشركات الناشئة
واضحة .يجب علينا أن نعمل بشكل جماعي لسد الفجوات في نظامنا البيئي، وتوفير الدعم الالزم
والبنية التحتية الالزمة للشركات الناشئة لتزدهر .ومن خالل هذه الجهود المتضافرة فقط يمكننا
تهيئة بيئة ترى فيها المواهب األفريقية مستقبال داخل حدودنا
ماذا يمكن أن تتوقع من هذه الطبعة؟ نتوقع أكثر من 10000 مشارك، مما يخلق نظا ًما بيئًيا
ديناميكًيا للتواصل والتعاون .وسيحضرالمؤتمر 50 وز وصناعسياسات عامة
يرا ، مما يسلط الضوء ً
على األهمية التي نعلقها على الشركات الناشئة في تنمية قارتنا. عالوة على ذلك، سيقدم أكثر من
عار ستضيف ًض 200خبير دولي في مجال التكنولوجيا واالبتكار رؤى وخبرات قيمة .أكثر من 250 ا،
األحداث المشتركة، بما في ذلكGOOD4AI ، والرابطة األفريقية للروبوتات، وJungle Pitch،
لحدثنا هذا.
ً
وتنوعا
ً
عمقا
هذا المؤتمر ليس مجرد تجمع؛ إنه لحظة فارقة سيشكل مستقبل الشركات الناشئة واالبتكار
األفريقي .فهو يوفر منصة للتعاون وتبادل المعرفة واستكشاف الحلول للتحديات الحاسمة التي
تواجهها الشركات الناشئة في منطقتنا.
إن مؤتمر الشركات الناشئة األفريقية ليس مجرد حدث؛ إنه التزام بتعزيز االبتكار والتعاون والنمو
في نظامنا البيئي للشركات الناشئة .إنها شهادة على اإلمكانات التي نراها في كل رائد أعمال وصانع
سياسات ومستثمر وخبير مجتمعين هنا .دعونا نغتنم هذه الفرصة لتبادل األفكار، وإقامة
الشراكات، والعمل من أجل جعل أفريقيا أكثر ازدهارا وإبداعا.
وفي الختام، أدعو كل واحد منكم إلى المشاركة بنشاط والمساهمة في المناقشات خالل اليومين
المقبلين .م ًعا، دعونا نمهد الطريق لمستقبل تزدهر فيه الشركات األفريقية الناشئة وتبتكر وتساهم
بشكل كبير في تنمية قارتنا الحبيبة.
ودعونا ننتقل من األفكار ...إلى التأثير.
ً وأختم بعبارة لألسطورة الخالدة نيلسون مانديال "يبدو األمر دائ ًما
مستحيال حتى يتم تحقيقه."
باهًرا!
ً
شكًرا لكم، وأتمنى أن يحقق المؤتمر نجاحا
Laissez un commentaire